مدى تمثل طلبة المرحلة الثانوية بالجمهورية اليمنية لبعض القيم الخلقية

اسم الباحث:  زيد بن علي الغيلي
غرض البحث: دكتوراه
جهة البحث:  جامعة الجزيرة

ملخص البحث:
 
إن النسق القيمي الخلقي في الإسلام ليس شعارا نظريا بقدر ما هو مواجهات سلوك وضوابط حياة لحل مشكلات المجتمع الإسلامي .
لذلك فان كثيرا من المجتمعات المعاصرة تشكو من قلة تمسك أفرادها بكثير من القيم الخلقية على الرغم من توفر هذه القيم في مناهجها الدراسية التي تدرس للطلبة في جميع المراحل الدراسية وعلى هذا الأساس فان الأزمة تكمن في قلة التمثل لتلك القيم الخلقية لا في معرفتها .
إن قلة تمسك أفراد المجتمعات بالقيم الخلقية تعد إحدى الأزمات الرئيسة في العالم المعاصر ، سواء أكان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات .
وإذا كانت سلبيات هذه الأمة تنعكس على جميع فئات المجتمع فان محاولة معالجتها تبدأ بعد تشخيصها بتربية الطلبة منذ بداية تكوينهم وحتى نهاية مراحلهم الدراسية على تمثل القيم الخلقية من خلال العملية التربوية عبر وسائطها وأساليبها المختلفة .
إن هذه الأزمة لم تعد قاصرة على مجتمع بعينه بقد ما هي ظاهرة تشكو منها المجتمعات التربية والإسلامية والعالمية .
والمجتمع اليمني يعد أحد تلك المجتمعات في معاناته القيمية الخلقية نتيجة لتصرف بعض أفراده بما قد يتنافى مع النسق القيمي النظري للقيم الخلقية ، لذلك فقد ظهرت تساؤلات من بعض المهتمين بالتربية على لسان أولياء أمور الطلبة حول ظواهر التمرد لدى صغارهم ، وفوضى السلوك في تصرفاتهم وعن مدى تمثل طلبة المعاهد العلمية لقيم الإسلام ، وهل نجحت المعاهد في تكوين إرادة حرة لدى طلابها من منطلق الإيمان الثابت والواعي بالعقيدة الإسلامية وما ينتج عن هذه الإرادة من وعي يتمثل في ممارسة السلوك الروحي والأخلاقي والاجتماعي .
هذه التساؤلات وغيرها أوجدت لدى الباحث الرغبة في تناول القيم الخلقية وتحديد مصادرها في القرآن الكريم والسنة ثم معرفة مدى تمثل طلبة المرحلة الثانوية العامة بالجمهورية اليمنية لها في الواقع العملي لا سيما وان هذه المرحلة هي المرحلة النهائية في السلم التعليمي بالنسبة للتعليم العام ، والطالب أو الطالبة في هذا المستوى يكون قد وصل إلى مرحلة المراهقة المتأخرة ويفترض انه قد اخذ ومارس من المفاهيم والقيم الخلقية ما يجعله متزنا في أخلاقه وسلوكياته .
ولذلك فقد هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى تمثل طلبة المرحلة الثانوية العامة لبعض القيم الخلقية التي تم استخلاصها من القرآن الكريم والسنة النبوية .
ولتحقيق هذا الهدف قام الباحث بتحديد السؤال الرئيس التالي :ـ
ما مدى تمثل طلبة المرحلة الثانوية بالجمهورية المبينة لبعض القيم الخلقية ؟
وتفرع منه الأسئلة التالية :ـ
1/ ما القيم الخلقية اللازمة لطلبة المرحلة الثانوية العامة ؟
2/ هل يختلف تمثل طلبة المرحلة الثانوية العامة لبعض القيم الخلقية تبعا لمتغير نوع المدارس ؟
3/ هل يختلف تمثل طلبة المرحلة الثانوية العامة لبعض القيم الخلقية تبعا لمتغير نوع التخصص ؟
4/ هل يختلف تمثل طلبة المرحلة الثانوية العامة لبعض القيم الخلقية تبعا لمتغير نوع الجنس ؟
5/ ما مدى تمثل طلبة المرحلة الثانوية العامة لبعض القيم الخلقية ؟
وعلى هذا تم تقسيم الرسالة إلى قسمين :ـ
القسم الأول : الدراسة النظرية ، وتضم أربعة فصول :ـ
الفصل الأول : التمهيدي ، قد تناول فيه الباحث منهجية الدراسة والتي اشتملت على المقدمة ، مشكلة الدراسة ، أهميتها ، أهدافها ، أسئلتها ، فرضياتها ، حدودها ، مصطلحاتها .
الفصل الثاني : الإطار النظري للدراسة وقد اشتمل على جزأين :ـ
الجزء الأول : القسم ، وقد تناول فيه الباحث :
أ ) مفهوم القيم : في اللغة ولدى علماء التفسير ، وفي إطار النظرة غير الإسلامية وفي إطار النظرة التربوية الإسلامية .
ب ) تصنيف القيم بشكل عام ، ثم في إطار النظرة التربوية الإسلامية .
ج) خصائص القيم بشكل عام ، ثم في إطار النظرة الإسلامية .
الجزء الثاني : الأخلاق ، وقد تناول فيه الباحث :ـ
أ ) مفهوم الخلق الإسلامي في اللغة ولدى علماء التفسير وفي السنة النبوية ، ولدى علماء الأخلاق الإسلامية .
ب ) أهمية الخلق في الإسلام .
ج) الأسس الخلقية في الإسلام وهي : الإلزام الخلقي ، والمسؤولية الخلقية ، والجزاء الخلقي ، والنية والدوافع , والعمل أو السلوك .
د) خصائص الخلق الإسلامي .
الفصل الثالث : التنشئة الخلقية ، وقد اشتمل على ثلاثة عناصر :ـ
الأول : التنشئة الخلقية وقد تناول فيه الباحث :
مفهوم التنشئة الخلقية وأهميتها ، وهل القيم الخلقية فطرية أم مكتسبة ، ووسائل اكتسابها .
الثاني : سمات وخصائص النمو في المرحلة الثانوية العامة وانعكاسها على النمو الخلقي .
الثالث : بعض القيم الخلقية اللازمة التي يمكن لطلبة المرحلة الثانوية تمثلها .
الفصل الرابع : الدراسات السابقة ، وقد تم تقسيمها إلى محورين رئيسيين :ـ
المحور الأول : الدراسات النظرية التأصيلية لموضوع القيم الخلقية .
المحوري الثاني : الدراسات التطبيقية في معرقة مدى تمسك الطلبة لها عبر المقاييس المختلفة التي أعدها الباحثون .
القسم الثاني : الدراسة الميدانية وتضم ثلاثة فصول :ـ
الفصل الخامس : وقد تعرض فيه الباحث لإجراءات الدراسة الميدانية والتي احتوت على منهج الدراسة ، ومجتمعها ، وعينتها ، وخطوات إعداد الأداة وصدق الأداة وثباتها والمعالجة الإحصائية .
الفصل السادس وقد تناول فيه الباحث نتائج الدراسة وتفسيرها ، وهي كالتالي :ـ
1/ ما يتعلق بالسؤال الثاني والفرض الأول اللذين يتعلقان بمتغير نوع المدارس أظهرت النتيجة الإجمالية صحة الفرض الأول حيث وجدت فروق ذات دلالة إحصائية في تمثل القيم الخلقية لصالح طلبة المعاهد العلمية في الدرجة الأولى ثم لصالح طلبة مدارس التعليم العام في الدرجة الثانية ، حيث بلغ إجمالي متوسط طلبة المعاهد العلمية (67.78) بينما بلغ إجمالي متوسط طلبة مدارس التعليم العام (65.60) .
2/ ما يتعلق بالسؤال الثالث والفرض الثاني اللذين يتعلقان بمتغير نوع التخصص أظهرت النتيجة الإجمالية عدم صحة الفرض الثاني وذلك عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تمثل القيم الحلقية ، حيث بلغ إجمالي متوسط التخصصات العلمية (65.66) بينما بلغ إجمالي متوسط التخصصات الأدبية (65.70) .
3/ ما يتعلق بالسؤال الرابع والفرض الثالث اللذين يتعلقان بمتغير نوع الجنس ، أظهرت النتيجة الإجمالية صحة الفرض الثالث ، حيث وجدت فروق ذات دلالة إحصائية في تمثل القيم الخلقية لصالح الطالبات ، حيث بلغ إجمالي متوسط الطالبات (66.37) بينما بلغ إجمالي متوسط الطلبة (الذكور) (65.18).
4/ ما يتعلق بالسؤال الخامس :ـ
– أظهرت النتيجة الإجمالية أن تمثل جميع أفراد العينة وفق متغيرات الدراسة الثلاثة (نوع المدارس ، نوع التخصص ، نوع الجنس) للقيم الخلقية كان عاليا ، حيث بلغ متوسط إجاباتهم (3.28) .
– كما أظهرت النتيجة أن تمثل الطلبة للقيم الخلقية وفق متغير نوع المدارس كان عاليا ، حيث بلغ متوسط إجابات طلبة مدارس التعليم العام (3.28) ومتوسط طلبة المدارس الأهلية (3.09) ومتوسط طلبة المعاهد العلمية (3.39) ، حيث يأتي في المرتبة الأولى طلبة المعاهد العلمية ، ثم في المرتبة الثانية طلبة مدارس التعليم العام ثم في المرتبة الثالثة طلبة المدارس الأهلية .
– كما أظهرت النتيجة أن تمثل الطلبة للقيم الخلقية وفق متغير نوع الجنس كان عاليا ، حيث بلغ متوسط إجابات الطلبة الذكور (3.25) ومتوسط الطالبات (3.32) حيث يأتي في المرتبة الأولى الطالبات ، ثم في المرتبة الثانية الطلبة (الذكور) .
الفصل السابع : وقد تناول فيه الباحث الخلاصة والتوصيات والمقترحات .
فمن أهم التوصيات :ـ
1. على أولياء أمور الطلبة تمثل القيم الخلقية في أنفسهم لكي يكونوا أسوة حسنة لابنائهم .
2. على أولياء أمور الطلبة تدريب أبنائهم على ممارسة تمثل القيم الخلقية منذ الصغر كي يصبح ذلك خلقا معتادا في حياتهم اليومية .
3. على الإدارة التعليمية إقامة لقاءات تشاوريه بين المعلمين على مستوى أنواع المدارس الثلاث (مدارس التعليم العام ، المدارس الأهلية ، المعاهد العلمية ) يتم فيها مناقشة مشكلات الطلبة ، ومنها الجوانب الخلقية والخروج بحلول ومقترحات علمية .
4. على الإجارة التعليمية العمل على إقامة زيارات متبادلة بين طلبة مدارس التعليم العام والمدارس الأهلية وطلبة المعاهد العلمية ، وعقد المسابقات فيما بينهم في جميع المجالات التعليمية مع التركيز على الجوانب الخلقية بهدف الاستفادة من بعضهم البعض .
5. على الإدارة المدرسية تنمية الوعي الخلقي لدى الطلبة بما يمكنهم من القدرة على استيعاب القيم الخلقية وتمثلها في ضوء الارتباط الوثيق بين النظرية والتطبيق .
6. على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تنقية البرامج الإذاعية والتلفزيونية مما قد يتعارض مع قيم المجتمع الخلقية واستبدالها ببرامج اجتماعية خلقية نابعة من عقيدة المجتمع وتقاليده .
7. تعميم مقررات مناهج التربية الإسلامية بالمعاهد العلمية على مدارس التعليم العام والمدارس الأهلية .
8. مراجعة مقررات مناهج التربية الإسلامية في المرحلتين الأساسية والثانوية والتأكد من ارتباطها بالأهداف التعليمية والتربوية ذات الصلة بالقيم الخلقية المستمدة من القرآن والسنة .

البحث: غير منشور
تاريخ البحث:  1999
تعليقات: 
التواصل:  الدراسة متاحة بمكتبة المركز الوطني اليمني
ملاحظات:

شاهد أيضاً

التقاعد المبكر حجمه ـ وأسبابه ـ والاتجاهات نحوه (دراسة مسحية لشاغلي الوظائف التعليمية بمدارس العاصمة المقدسة)

إعداد : إدارة التطوير التربوي:(قسم البحوث التربوية)إشراف : الإدارة العامة للتربية والتعليم بالعاصمة المقدسة ملخص …

تعليق واحد

  1. بحمد الله وما شاء الله بحث رائع منظم بخطته ومحتواه بشكل متسلسل ….. اود ان اكمل قرات البحث اذا امكن الرجاء اكماله للافادة.
    جزاكم الله خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *