أضغط هنا لفتح نافذة جديدة تعرض جميع صفحات الكناب بصيغة PDF
مقدمة
الحمد لله القائل في محكم التنزيل :﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِوَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ التوبة الآية ﴿١٠٥﴾ والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين … وبعد
في هذا العصر الذي أنيط بالمعلمين والمعلمات الكثير من الأعمال وأصبحت الأمانة تتطلب منهم مزيداً من الأداء الجيد في قاعات الدرس، فالتقنية بمخترعاتها وأدواتها سلاح ذو حدين فبقدر ما سهلت التواصل وتبادل الخبرات فقد كشفت عن الكثير من جوانب التميز في الأداء وكذلك جوانب القصور . ومن هنا فإن أساليب التقويم ومحاولة الرقي بها لتواكب مستوى المعلومات في المناهج وما يصاحب ذلك من تعديل طرائق التدريس أصبح لزاماً لكل الباحثين والباحثات عن التميز ومحبة واحترام المتعلمين.
وتأليف هذا الكتاب انبثق من نبض الواقع ومعاناة الميدان التربوي، وما هو إلا ومضات واضاءات لتقويم أفضل نحسن ونطور من خلاله عملية التربية والتعليم. وقد جاء في خطوات كل خطوة مسبوقة بتساؤلات عاشها ويعيشها الباحثون عن التميز، جاء على شكل دائرة مغلقة الإخفاق في أي من جوانبها سيؤدي حتما إلى خلل في تقويم التحصيل الذي يترتب عليه الخلل الأكبر في التربية والتعليم. فما أجمل أن نجد معلما ومعلمة المستقبل، لديهما الخارطة الذهنية التي تمكنهما من التعامل مع المشروعات الجديدة في التقويم، وما أجمل أن نجد لديهما انجازات في هذا المجال يتبادلها مع أهل المهنة.
ما أود الإشارة إليه فالكتاب قد احتوى على العديد من المصطلحات الإجرائية ومنها على سبيل المثال التقييم) المرحلة الوسطية بين القياس والتقويم( هذا المصطلح الذي رأينا مناسبته بالرغم من الإشكالات حوله من حيث اللغة. وكذلك مصطلح المتوسط المرجعي الذي قصدنا به منتصف درجات المقياس. ومصطلح الهرم المعلوماتي أي أن البناء المعلوماتي للإنسان يأخذ شكل هرم، وفي المواقف التعليمية المختلفة فإن المعلومة المكتسبة تتواجد في مستوى معين من مجال معين وذلك حسب المحددات والظروف المصاحبة، وكذلك مصطلح المعيار التجميعي الذي هدفنا من خلاله إلى تجميع قيم مقاييس مختلفة )كمعامل التمييز ومستوى السهولة وتمييز المشتتات( في قيمة واحدة والحكم من خلالها.
وأخيراً فالكتاب ليس الوحيد في هذا المجال ولكن لعله الوحيد الذي سار في خطوات منطقية تجيب على تساؤلات المعنيين في هذا المجال وتقدم لهم النماذج العلمية العملية الواقعية لتكسبهم فنيات هذا العلم بطريقة أزعم أنها محببة إلى النفوس بعيدة عن الحشو والإغراق الذي يؤدي إلى الملل والإحجام … وبالله التوفيق